Apedia

على حتى في المجد المجدَ من لا أن

Title دَبيبُ الكُسالى
Poet قال حَوطُ بن رِئاب الأسدي
F ١ دَبَبْتَ للمَجدِ...
٢ ...
٣ ...
B
١ دَبَبْتَ للمَجدِ والسَّاعون قد بَلَغُواجَهْدَ النُّفوس وألقَوا دونَه الأُزُرا
٢ فكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهموعانَقَ المجدَ مَنْ أَوفى وَمَنْ صَبَرا
٣ لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أنتَ آكلُهُلن تبلغَ المجدَ حتى تَلْعَقَ الصَّبِرا
Button https://archive.org/download/pmokhtart/PMokhtart_002.pdf
Explian
دَبَبْتَ للمَجْدِ والسَّاعون قد بَلَغُوا .. جَهْدَ النُّفوسِ وألقوا دونَه الأُزُرا
دببتَ: الدبيب هو المشي المتئد.
والساعون: جمع الساعي وهو الماشي بسرعة وجِد.
قد بلغُوا جَهْد النُّفُوس: أي بلغوا التَّعب والمشقة.
الأُزُرا: جمع إِزَار، وإلقاء الإزار كناية عن الاجتِهَاد فِي طلب الشَّيْء.
والمعنى أنك تدب دبيبا نحو المجد ومع ذلك ترجو أن تصل لمبتغاك، وغيرك بذل جهدا عظيما في السعي إليه، وألقى إزاره دون ذلك، فلن تكون مثله بحال من الأحوال.
فكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرهم .. وعانَقَ المجدَ مَنْ أَوفى وَمَنْ صبَرا
فكابدوا المجد: تحمَّلوا ما عرض لهم في سبيلِ تحقيقه.
وعانق المجد: حققه ووصل إليه.
مَن أوفى: مِن الوَفَاء.
وَمن صَبرَ: أي على الشدائد والصعاب التي عرضت دونه.
والمعنى أن المجد الذي دببت إليه، اجتهد آخرون في طَلَبِه، وأكثر هؤلاء الذين اسعوا واجتهدوا مَلُّوا أيضا وتوقفوا، ولم ينل المجد إلا أهل الصَّبْر على الشدائد.
لا تحسَبِ الْمجدَ تمرا أنتَ آكلُهُ .. لن تبلغَ المجدَ حتى تَلْعَقَ الصَبِرا
وَالصَّبِر: بِكسر البَاء عصارة شَجَر مُرّ.
والمعنى: لا تتوهَّم أن تحصيلَ المجد سهل يسير يُنال بملازمة وسائد الراحة، والتقلب على المضاجع في الفرش الوثيرة، فإنه لن يُنال إلا بتحمُّلِ المشاقّ وتجرُّع المرارات والصبر على هذا الطريق.

استشهاد لطيف:
قال أبو نصر هارون بن موسى: كنا نختلف إلى أبي علي القالي -رحمه الله- وقت إملائه النوادرَ بجامع الزهراء، ونحن في فصل الربيع، فبينا أنا ذات يومٍ في بعض الطريق إذ أخذتني سحابة، فما وصلت إلى مجلسه -رحمه الله- إلا وقد ابتلَّتْ ثيابي كلُّها، وحَوَالَي أبي علي أعلامُ أهلِ قرطبة، فأمرني بالدنوِّ منه وقال لي: مهلا يا أبا نصر! لا تأسف على ما عرض لك! فهذا شيءٌ يضمحلُّ عنك بسرعةٍ بثياب غيرِها تبدِّلها، ولقد عرض لي ما أبقى بجسمي ندوبًا تدخل معي القبرَ، ثم قال لنا: كنت أختلف على ابن مجاهد رحمه الله فأدلجت إليه لأتقرَّبَ منه. فلما انتهيتُ إلى الدرب الذي كنت أخرج منه إلى مجلسه ألفيته مغلقا ورَاثَ (أي تعسَّر) عليَّ فتحُه. فقلت: سبحان الله أبكر هذا البُكور، وأُغلب على القرب منه؟!
فنظرتُ إلى سربٍ بجنب الدار فاقتحمته، فلما توسطته ضاق بي، ولم أقدر على الخروج ولا على النهوض، فاقتحمتُه أشدَّ اقتحامٍ حتى نفذتُ بعد أن تخرقتْ ثيابي، وأثر السَّرَبُ في لحمي حتى انكشف العظم، ومنَّ الله علي بالخروج، فوافيت مجلس الشيخ على هذه الحال. فأين أنت مما عرض لي؟ وأنشدَنا:
دَبَبْتَ للمَجْدِ والسَّاعون قد بَلَغُوا ** جَهْدَ النُّفوسِ وألقوا دونَه الأُزُرا
فكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرهم ** وعانَقَ المجدَ مَنْ أَوفى وَمَنْ صبَرا
لا تحسَبِ الْمجدَ تمرا أنتَ آكلُـهُ ** لن تبلغَ المجدَ حتى تَلْعَقَ الصَبِرا
قال أبو نصر: فكتبناها عنه من قبل أن يأتي موضعها في نوادره، وسَلَّاني بما حكاه، وهان عندي مَا عَرَضَ لي من تِلكَ الثياب، واستكثرت من الاختلاف إليه، ولم أفارقه حتى مات رحمه الله.
AboutPoet شاعر مخضرم، من بني ثعلبة من دودان من بني أسد، اشتهر في الجاهلية، وأدرك الإسلام. 

Learn with these flashcards. Click next, previous, or up to navigate to more flashcards for this subject.

Next card: في لا إلى على من أي وفتيانِ صدقٍ

Previous card: في من بن لم على نُبِّئْتُ أنَّ بَعْدَكَ

Up to card list: قلادة الأديب - مختارات شعرية صالحة للاستشهاد