Question

شقاء المحب! بحر الوافر ١وَما في الأَرضِ أَشقى مِنْ مُحِبٍّوَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْو المَذَاقِ٢تراهُ باكيًا في كلِّ حينٍمَخَافَةَ فُرقةٍ أو لاشتياقِ٣فَيَبكي إنْ نَأوا شوقًا إلَيهِموَيَبْكي إنْ دَنَوا خوفَ الفِرَاقِ٤فَتَسْخَنُ عينُه عِندَ التَّنائيوَتَسخَنُ عينُه عِندَ التَلاقي نسبتها مضطربة، وقد نسبها بعض المعاصرين لورد بن عمرو الجعدي، وهو شاعر جاهلي، استنادا منهم -والله أعلم- لعبارة موهِمة لشارح الحماسة المرزوقي، وفي النفس من هذه النسبة أشياء، فلغة الأبيات وروحها يوحي بزمن صاحبها، فهي إلى أشعار الإسلاميين أقرب، وهي على كل حال من أشعار ديوان الحماسة، ومما أملاه الزجاجي، وكان يستشهد بها ابن القيم في كتبه.

Accepted Answer

قال أحدهم ١ وَما في الأَرضِ أَشقى مِنْ مُحِبٍّ ...٢ ...٣ ...٤ ...   أكثر الناس يعانون من محبوباتهم أكثر من مبغوضاتهم، لذا قال أحد المحبين القدامى متألما ومصورا اتحاد النعيم والعذاب والحلاوة والمرارة في ذاتٍ واحدة: أنتِ النَّعيم لقلبي والعذابُ له .. فما أمرَّكِ في قلبي وأحلاكِ وهذا كله في المحبوبات الدنيوية الفانية، فإنها كلما أوغلت في تلافيف الفؤاد كانت أشدّ ألما وأعظم أثرا، سواء ظفر المحب بالمحبوب أو لم يظفر به، وقد كان ابن تيمية يقول: (فمن أحب شيئًا لغير الله فالضرر حاصل له إن وجد، أو فقد، فإن فقد عذب بالفراق وتألم، وإن وجد فإنه يحصل له من الألم أكثر مما يحصل له من اللذة، وهذا أمر معلوم بالاعتبار والاستقراء).  وهذه الأبيات الأربعة تفصِّل شيئا من هذا الشقاء الروحي للمحبين مع اختلاف الأحوال ما بين حال حصول المحبوب والظفر به، أو حال فقده والحرمان منه.  ومعنى تَسْخَن عينُه: أي تبكي، ويقال أنَّ دمعة الغمِّ حارَّة، وهو نقيض: قَرَّت عينُه.

في من أو له أكثر حال قال الأَرضِ