Apedia

في من ما عن إلى لذة شكَّ أرَ

Title لذة السعي إلى الأماني!
Poet قال أبو الطيِّب المتنبي (٣٥٤)
Bahr بحر الطويل
F ١ وَأحلى الهَوَى ما شكَّ ...
٢ ...
٣ ...
٤ ...
B
١وَأحلى الهَوَى ما شكَّ في الوَصْلِ رَبُّهُوَفي الهجرِ، فهوَ الدَّهرَ يَرْجو وَيَتَّقي
٢وَلم أرَ كالألحَاظِ يَوْمَ رَحِيلِهِمْبَعثْنَ بُكُلِّ القَتْلِ مِن كُلِّ مُشفِقِ
٣أدَرْنَ عُيُونًا حائِراتٍ كأنَّهَامُرَكَّبَةٌ أحْداقُهَا فَوْقَ زِئْبِقِ
٤عَشِيَّةَ يَعْدُونَا عَنِ النَّظَرِ البُكَاوَعَن لذّةِ التَّوْديعِ خوْفُ التَّفرُّقِ
Explian
وأحلى الهوى ما شكَّ في الوَصْلِ رَبُّه .. وفي الهجرِ، فهو الدَّهرَ يرجو وَيَتَّقي
رَبُّه: صاحبه. والدهرَ: ظرف.
يقول: أحلى الهوى ما كان صاحبه شاكَّا بين الوصل والهجر، فالأماني عموما إذا تحققت في الواقع فَقَدَت كثيرا مِن بريقِها وبهجَتها، بخلافِ ما يتوهَّمه أكثر الناس من أن السعادة في تحقيق الأماني وحصولِها، والحقيقة التي يدركونها آخر المطاف هي أن السعادة الحقيقية تَكْمُن في السعي إلى تحقيق الأماني وهي تلوح من بعيد وتَتَمَنَّع، ثم تقترب شيئا فشيئا، فإذا حصلت وألِفها المرء خبا شيء من وَهَجِها الـمُتَخَيَّل.
ولذلك يقول الشاعر المتقدم:
لولا اطِّرادُ الخيلِ لم تك لذةٌ *** فتطاردي لي بالوصال قليلا!

ولم أرَ كالألحاظِ يومَ رَحيلِهم .. بَعَثْنَ بُكُلِّ القَتْلِ مِن كُلِّ مُشْفِقِ
الألحاظ: العيون. يقول: لم أرَ مثل صنيع العيون يوم رحيلهم، كيف اجتمع فيها القتلُ والشفقَة!

أَدَرْنَ عُيُونًا حائراتٍ كأنَّها . . مُرَكَّبَةٌ أحداقُها فوقَ زِئبقِ
قيل بأن الضمير في (أدرن) لألحاظِ المودِّعات. وَرُوِيَ: (أدرنا) أي نحن أدرنا. فيقول: كنا نُقَلِّبُ عيونًا حائراتٍ عند وَدَاعِنا، لا تبصر شيئا مما دهانا من ألم الفراق، فكأن العيون من كثرة حركاتها وقلة استقرارها كأنما وضعت أحداقُها على الزئبق، فهي حائرةٌ لا تسكن، ودائبة لا تفتر.

عشيةَ يَعْدونا عنِ النَّظرِ البُكى .. وَعَنْ لذَّةِ التَّوديعِ خوفُ التَّفرقِ
عشية: وقت العشيَّة، أي كانت هذه الحالة وقت العشية.
يَعْدونا: يمنعنا ويصدُّنا.
يقول: عشيَّة يصرفنا البكاء عن النظر إلى من نحب، والبكاء يمنع من النظر وَيُقَلِّصه، لأن الدمع يحول بين العين وبين المشاهدات، فيصبح الباكي كمن يرى من وراء زُجاجةٍ محدّبة.
وعن لذة التوديعِ خوفُ التفرق: أي عشيةَ يعدونا ويصرفنا هاجسُ خوفِ الفراق عن لذة توديع الذين نحبهم.
(والأبيات الثلاثة الأخيرة في وَصْفِ لحظاتِ الوداع).
AboutPoet أحمد بن الحسين أبو الطيّب الْجُعفيُّ الكوفيِ المتنّبي الشاعر، قيلَ بأنه ادعى النبوة في أولِ شأنه ثم رجع عن ذلك فسمي بالمتنبي، وكان هو ينكر وُقوعَ ذلك، أَكْثَرَ المُقامَ بالبادية لاقتباسِ اللغة، ونظر في فنون الأدب والأخبار وأيّام الناس، وتعاطى قوْلَ الشعر في صِغَره حتى بَلَغَ فيه الغاية، ومدح الملوكَ، وفي شعره ما يوحي بأنه كان يبحث عن وِلاية، وسارَ شعره في الدنيا في حياته وبعد مماته، وله الأمثال السائرة والمعاني المبتكرة، قال ضياء الدين نصر الله ابن الأثير: سافرت إلى مصر ورأيت الناس يشتغلون بشعر المتنبّي، فسألت القاضي الفاضل، فقال: إنّ أبا الطيّب ينطق عن خواطرِ الناس! مات مقتولا وعمره إحدى وخمسون سنة، توسَّع الذهبي شَيئًا ما في ترجمته في تاريخ الإسلام.

Learn with these flashcards. Click next, previous, or up to navigate to more flashcards for this subject.

Next card: في ما على من ربما قال لِعينيْ كُحِلَتْ

Previous card: في أو ما لم مَنْ على الذي عن

Up to card list: قلادة الأديب - مختارات شعرية صالحة للاستشهاد