Question

استبداد الشعور بحر الطويل ١متى مَا يَسُؤْ ظَنُّ امرئ بِصَدِيقِهِوللظنِّ أسبابٌ عِراضُ المَسارِحِ٢يُصَدِّقْ أمورًا لم يجئْه يَقينُهاعليه، ويعشقْ سمعُه كلَّ كَاشِحِ الطِّرمَّاح بن حَكِيم، شَامي المولد والمنشأ، شاعر إسلامي فَحل، انتقل إلى الكوفة، فكان معلِّمًا فيها، واعتقد مذهب الأزارقة، قال الأصمعي: لم نر أحدًا قط أعلم بالشعر من شعبة بن الحجاج (المحدِّث)، قال لي: كنت -قبل طلب الحديث- ألزم الطرمَّاح أسأله عن الشعر. وكان الإمام الطبري يحفظ ديوانه كاملا بغريبه ومعانيه. ومما يُستغرب في ترجمة الطرمَّاح أنه كان صديقا للكُمَيت الشاعر، لا يكادان يفترقان. قال الجاحظ: لم يرَ الناس أعجب حالا من الكُمَيْت والطرمَّاح، وكان الكُمَيْت عدنانيا عصبيَّا، وكان الطِّرماح قحطانيا عصبيَّا، وكان الكميت شيعيًّا من الغالية، وكان الطِّرمَّاح خارجيًّا من الصُّفرية، وكان الكُميت يتعصب لأهل الكوفة، وكان الطرمَّاح لأهل الشام، وبينهما مع ذلك من الخاصة والمخالطة ما لم يكن بين نفسين قط، ثم لم يجر بينهما صرم ولا جفوة ولا إعراض ولا شيء مما تدعو هذه الخصال اليه. وقيل للكميت ذَلِك: قَالَ اتفقنا على بغض الْعَامَّة.

Accepted Answer

قال الطِّرمَّاحُ بنُ حَكيم (125هـ) ١ متى مَا يَسُؤْ ظَنُّ امرئ ...٢ ... الـمَسْرح بِفتح الميم المرعى الذي تسرح فيه الدواب للرعي، وجمعه المسارح. الكاشِح: العدو. وكأنه شبه المرعى الذي ترعى فيه الدواب بالذهن الذي تجول فيه الخواطر والظنون. يقول: إذا ساءَ ظنُّ المرءِ بصاحبه -وأسباب الظنِّ كثيرةٌ- فإنه يصدِّق عنه أمورا وأخبارا لم يتيقَّن من صِدقها ووقوعها، ويُرْخِي سمعَه لكلام كلِّ عدو كاشح لصاحبه، ولا يكتفي بمجرد السماع، بل إنه يأنس بذلك وتميل نفسه إليه، وَتَتَعَشَّقُه أُذُناه!  فكلما هبت نسائم الظنون السيئة استقرتْ في جوف تربة العلاقة بِذرة التصديق المجرّد من الدليل لكل قائل، ولذلك يقول أبو الطيب المتنبي: إنما تنجح المقالةُ في المَر .. ءِ إذا صادفَت هوىً في الفؤادِ

من وكان لم قال ولا في الذي فيه