Question

فكأنها أحلام! بحر الكامل ١ولقدْ أراكِ، فَهَلْ أَراكِ بِغِبْطَةٍوالعَيشُ غَضٌّ والزَّمانُ غُلاَمُ؟!٢أعوَامَ وَصْلٍ كادَ يُنْسِي طُولَهاذكْرُ النَّوَى، فكأنَّهَا أيَّامُ٣ثُمَّ انْبَرَتْ أَيَّامُ هَجْرٍ أَردَفَتْبِجَوىً أَسىً، فكأنَّها أعْوَامُ٤ثمَّ انْقَضَتْ تلك السِّنونَ وأهلُهافكأنَّها وكأنَّهُمْ أحلامُ هو حبيب بن أوس الطائي، أَسلمَ وكان نصرانيا. من فحول الشعراء، كان أسمر، طوالا فصيحا، عذب العبارة مع تمتمة قليلة، وكان يتوقد ذكاء، سمع به المعتصم فطلبه وقدمه على الشعراء، وله فيه قصائد من أشهرها البائية في فتح عمورية. وكان يوصف بطيب الأخلاق والظرف والسماحة، وقد كان الشاعر البحتري يرفع من شأن أبي تمام، ويقدمه على نفسه ويقول: ما أكلتُ الخبز إلا به، وإني تابع له.جمع ديوان "الحماسة" فدل على غزارة معرفته وحسن اختياره. وقيل: كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب.

Accepted Answer

قال أبو تمام (231هـ) ١ ولقدْ أراكِ، فَهَلْ أَراكِ ...٢ ...٣ ...٤ ... ولقدْ أراكِ، فَهَلْ أَراكِ بِغِبْطَةٍ .. والعَيشُ غَضٌّ والزَّمانُ غُلاَمُ؟! الغبطة: السرور. الغَضُّ والغَضيضُ: الطريُّ.  يقول: هل سأبتهج برؤيتك ونحن في حياةٍ طريَّة هانئة، والزمان فيها سمح سهل في مقتبل أيامِه، والمقصود الأحداث التي تقع في ظرف ذلك الزمان تكون مواتيةً لما نحب من دوام اللقيا. وفي هذا المعنى يقول المتنبي: أتى الزمان بنوه في شبيبته .. فسرهم وأتيناه على الهرمِ أعوَامَ وَصْلٍ كادَ يُنْسِي طُولَها .. ذكْرُ النَّوَى، فكأنَّهَا أيَّامُ النوى: البعد. يقول: هل أراكِ أيتها الديار بغبطةٍ أعوامَ وصلٍ طويلةٍ كاد يُنسي طولُها تذكرنا للفراق الذي سيقع حتما بعدها، فكأن تلك السنوات الطويلة بسبب ذلك التذكر أياما! وقال الآمدي -في تفسير قِصَرها-: (إنا كنا نذكر الفراقَ فَنُبادر السرور واللذات فكان ذلك يقصر من طولها، وأيام السرور على كل حال قصار، اعترض فيها خوف الزوال أو لم يعترض، وهذا من مشهور إحسان أبي تمام لفظا ومعنى). ثُمَّ انْبَرَتْ أَيَّامُ هَجْرٍ أَردَفَتْ .. بِجَوىً أَسىً، فكأنَّها أعْوَامُ انبرت: اعترضت وحلَّت. الجوى: الحرقة في القلب. أردف الشَّيءَ بالشَّيءِ: أتبعه به.  يقول: حلت بنا أيام هجر بعد أيام الوصل، وبسبب ما انطوت عليه من الجوى والأسى كأنها أعوام. ثمَّ انْقَضَتْ تلك السِّنونَ وأهلُها .. فكأنَّها وكأنَّهُـمْ أحلامُ تشبيه الحياة في سرعة انصرامها بالنوم والأحلامِ فيه كثير عند الشعراء. ومنه قول التهامي: فالعيش نوم والمنية يقظة .. والمرء بينهما خيال ساري وقول المتنبي: نصيبكَ في حياتك من حبيب .. نصيبك في منامك من خيالِ!

في من على فكأنَّها ولقدْ أراكِ فَهَلْ أَراكِ