في ما من إلى قال أبو ولقد نَهَزْتُ

٢ ...

نهز الدَّلو في البئر: إذا ضرب بها في الماء لتمتلئ. أسامَ الماشية: أخرجها إلى المرعى. وإضافة سرح إلى اللحظ من إضافة الصفة إلى الموصوف، يعني تركت النظر السارح يرعى حيث رعوا.

والمعنى: شاركتُ الغواة في غيهم، وبلغتُ غاية سعيهم.

عصارة: خلاصة ونتيجة.

أثام: جزاء وعقوبة.

ما بلغ امرؤ بشبابه: في هذا الإبهام معنى لطيف جدا يستحسنه البلاغيون، والمقصود بلغتُ كل ما يخطر ببالك مما يمكن أن يبلغه الشاب من الغَوايةِ في شَبَابِه.

قال ابن الأثير: (وهذا كقول القائل: "لو رأيت عليا بين الصفين"، فإنه لو وصفه مهما وصف من نجدة وشجاعة وثبات وإقدام وأطال القول في ذلك لم يكن بمثابة ما يترامى إليه الوهم مع الإبهام، وهذا للعارف برموز هذه الصناعة وأسرارها.

وعلى هذا الأسلوب ورد قوله تعالى: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ}.. فقوله: "وبلغت ما بلغ امرؤ بشبابه" من هذا النمط المشار إليه، وهو من المليح النادر).