ما الذي لا العين وكنتَ متى أَرسلتَ طرفَكَ

٢ ...

الرائد: الذي يتقدم القافلة ليتأمل حال الماء والكلأ. وجعل العين رائدا للقلب لأن القلب يتبع ما تراه العين فيستحسن ما تستحسن ويكره ما تكره

والمعنى أنك إن إذا أرسلت العين وأطلقتها كالرائد للقلب، فإن المناظر سترهقك لأن القلب تابع، والبصر قائد.

قال ابن القيم: العين رائد القلب، فيبعث رائده لنظر ما هناك فإذا أخبره بحسن المنظور إليه وجماله تحرك اشتياقا إليه، وكثيرا ما يتعب ويتعب رسوله ورائده.

 

وهذا البيت تفسير للتعب المذكور في البيت السابق، والمعنى: إذا أطلقت طرفك رائدا لقلبك أتعبتك المناظر لكونك سترى ما لا تقدر على الوصول إليه، وما لا تقدر على الصبر عنه، وإنما غاية ما ذلك الإطلاق أنك ستوقع نفسك في عذاب وضيق.

وقال بعضهم:

ألا إنما العينان للقلب رائد .. فما تألف العينانِ فالقلب يألفُ

وقال المتنبي:

وأنا الذي جَلَبَ المنية طرفُه .. فَمَنِ المطالبُ والقتيل القاتل؟