Apedia

في ما على من ربما قال لِعينيْ كُحِلَتْ

Title ربما أفسد التمادي!
Poet قال أعرابيٌّ
Bahr بحر المديد
F ١ ما لِعينيْ كُحِلَتْ ...
٢ ...
٣ ...
٤ ...
B
١ما لِعينيْ كُحِلَتْ بالسُّهادِوَلِجَنْبيْ نابِيًا عَنْ وِسادِي
٢لا أذوقُ النَّومَ إلا غِرارامِثلَ حَسْوِ الطَّيرِ ماءَ الثِّمادِ
٣أَبتغيْ إِصلاحَ سُعْدَى بِجُهْديوهي تَسعى جُهدها في فَسادي
٤فَتَتَاركنَا على غيرِ شيءٍرُبَّما أفسدَ طولُ التَّمادي
Explian
ما لِعينيْ كُحِلَتْ بالسُّهادِ .. وَلِـجَنْبيْ نابِيًا عَنْ وِسادِي
السُّهاد: الأَرَقُ. 
نابيا من النَّبو: وهو العُلُوّ والارتفاع.
الوِسادُ: المِخَدَّةُ، وهو ما يوضع تحت الرأس.
يقول: ما بال عيني كأنها كُحِلت بالسهرِ والأرق، فلا تكاد تذوق طعم النوم، وما بال جنبي مرتفعا قائما فلا يدع رأسي يستقر على الوِساد.
وقال: عينيْ والمعنى العينان كلتاهما، وقال جنبيْ: والمعنى الجنبان كلاهما.

لا أذوقُ النَّومَ إلا غِرارا .. مِثلَ حَسْوِ الطَّيرِ ماءَ الثِّمادِ
الغِرار: القليل. قال الأَصْمَعِيّ : غِرَارُ النوم قِلَّتُه.
الحسو للطائر كالشُّربِ للإنسَان، يقال: حسا يحسو حسوا، ولا يقال للطائر: شَرِبَ.
الثِّماد: الماء القليل الذي يكون في الحُفَر.
يقول: لا أذوق من النوم إلا مثلَ ما يحسو الطائر من الماء المجتمع في الحُفَر.

أَبتغيْ إِصلاحَ سُعْدَى بِـجُهْدي .. وهي تَسعى جُهدها في فَسادي
الجُهْد: الطاقة.
بهذا البيت دخل الأعرابي في تفسير سبَبَ شِكايته من اكتحال عينيه بالسهاد، ونبوِّ جنبيه عن الوِساد، وهو أنه يبذل طاقته في السعي لما يصلح أحوال سُعدى، بينما هي تسعى في بذل طاقتها في فسادِ أحواله.
وربما يُفْهِم من قوله: أنه يسعى في صلاحِ أحوالها، أن سُعدَى هي زوجة هذا الأعرابيِّ صاحب الأبيات، وأن سَعْيَه لصلاحِ أحوالها هو بأن تستقيم على ما يريده منها فتدومَ العِشرة بينهما، ففي هذا يستقيم معنى سَعيه لصلاح أحوالها وصلاح أحواله  في آن.

فَتَتَاركنَا على غيرِ شيءٍ .. رُبَّما أفسدَ طولُ التَّمادي
التتارك: ترك بعضنا بعضا.
التمادي: التمادي في الأمر الإلحاحُ فيه، وطولُ الإقامة عليه.
يقول: تتاركنا وهجر بعضُنا بعضًا على غير اتفاقٍ بينَنَا فيما يصلحُ أَحوالَنا، أو تتاركنا على غيرِ سَبَبٍ مُوجِبٍ لهذا التتارك.
ربما أفسد طول التَّمادي: ربما تَطاول هذا التتارك بيننا وتمادى، فأَفَسد حالَيْنَا وجعل استصلاح الأحوال عسرا للغاية. فالعلاقة بين المحبين إذا تكدرت وتأخر استصلاحها فإنها تتعقد حبالها، ويعسر عودة مياهها إلى مجاريها، بعد أن شَقت المياه السابقة مجاري جديدة لها.
وهذا المعنى يشبه قول العباس بن الأحنف في اثنين جرى بينهما خلاف ولم يتصالحا:
إن التباعد إن تطاول منكما .. دبَّ السلو له فَعَزَّ المطلبُ
 وربما قصد الشاعر الأعرابي بالتَّمادي أن تمادي صاحبته سُعدى في حالها هو الذي صدَّع بنيان العلاقة وقطع حبال الوصال وأفسد الأمور.
والمعنى الأول أعمق وأجود، والثاني قريب. واللفظ يحتملهما.
AboutPoet قال المبرِّد: هذه أبيات أربعة أُنْشِدناها عن الزِّيَادي، وذُكِر أنه كان يستحسنها، وهي لأعرابي. والزِّيادي المقصود هو إبراهيم بن سفيان الزيادي، من أحفاد زياد بن أبيه: أديب، راوية، كان يشبّه بالأصمعي في معرفته بالشعر ومعانيه.

Learn with these flashcards. Click next, previous, or up to navigate to more flashcards for this subject.

Next card: من وكان لم قال ولا في الذي فيه

Previous card: في من ما عن إلى لذة شكَّ أرَ

Up to card list: قلادة الأديب - مختارات شعرية صالحة للاستشهاد